الوصف
تحرير: خلدون بشارة
المساهمون: دانا عباس، بنجي بويدجيان، محمد أبو الرب، آية طحان، رغد سقف الحيط، وسن قرمان، أريج الأشهب، سرين علوي، عبدو جولاني.
رسم الخرائط والفن والتراث، هي التخصصات الرئيسية الثلاثة التي قام هذا البحث بالتحرك عبرها. إنه، أيضاً، بحث عابر التخصصات التي تصطف جنباً إلى جنب مع المعرفة والدراية المحلية. يشكل تأطير مثل هذا البحث تحدياً، حيث إن جهود المشاركين في المشروع وخبراتهم ومعرفتهم ساهمت في ما يشبه رسم الخريطة. بينما لا يدَّعي مشروع “الخريطة المغيبة” رسم خرائط مضادة للقدس وريفها، فبالكاد تم رسم الخرائط أثناء البحث، أما الخرائط القليلة التي تم إنتاجها، فكانت، بالأحرى، أدوات لمشاركة جوانب معينة من البحث مع الجمهور. تمت ترجمة تجارب رسم الخرائط إلى أي شيء عدا الخريطة التقليدية؛ المشي، واستخراج المواد، والجدالات الجماعية، على سبيل المثال لا الحصر. انضم إلى هذا البحث خمسةُ مبدعين شباب ناشئين؛ ثلاثة مهندسين معماريين، وفنانان اثنان، جميعهم من فلسطين. بعضهم لم يسبق لهم، ولن يتمكنوا في المدى القريب، من الوصول إلى القدس، والبعض الآخر من المقدسيين أنفسهم. كان أول “رسم خرائط” فعلي هو عندما تم جمع الباحثين الخمسة مع تجاربهم “المتخيلة” و”الحية” وحتى “غير الموجودة” للمساحات التي سيتم استكشافها.
استهدفت “الخريطة المغيبة” البناء على العديد من الجهود المحلية على الأرض، التي جلبت تمثيلات بديلة للمشهد والجغرافيا الفلسطينية، والتي تشكلت، عمداً، من منظور محلي. تم تطوير المشاريع البحثية من خلال حوارات ونقاشات مع مثقفين ملهمين، مؤرخين، قيِّمين وفنانين، ساعدوا في وضع الأرضية المنهجية والفنية لعمل الباحثين. تم تصور النتيجة الإجمالية للمشروع كمنصة تطمح إلى تحويل المبادرات الفلسطينية في رسم الخرائط إلى محاولات جمعية قاعدية تناهض سلطة الخرائط التقليدية، ربما تنتج خرائط مضادة، وربما تخط “خريطة جديدة” للجغرافيا الفلسطينية الحية؛ خريطة حيث لا يتم تمثيل الفلسطينيين مع ثقافاتهم المحلية الصغيرة، بل حاضرون كفاعلين في إنتاج المعرفة. من خلال هذه المنصة، يتم توثيق الشبكات السابقة والحالية للتدفقات اليومية للمنتجات، والعمالة، والبذور، والسلع، والمؤسسات، والروايات. ومن خلال القيام بذلك، تطمح “الخريطة المغيبة” إلى تغيير مفهوم رسم الخرائط؛ من فعل إنشاء حدود صلبة غير نافذة، إلى فعل الكشف عن طبيعة الجغرافيا المسامية والسائلة. وعلى مدار عام واحد من الاستكشافات، تمت إعادة النظر في الإسقاطات الاستعمارية حول ريف القدس، وتم توثيق الروايات الشفوية المحلية ورسم خرائط لها، واستكشاف المناطق الجغرافية والتاريخ الغائب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.